منتدى عشاق محمد زيدان
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

النهي عن ترويع المسلم لاخيه المسلم

اذهب الى الأسفل

النهي عن ترويع المسلم لاخيه المسلم Empty النهي عن ترويع المسلم لاخيه المسلم

مُساهمة  عاشق زيدان السبت يوليو 18, 2009 4:22 pm

لقد جاء الإسلام الحنيف بهدف خلق مجتمع اسلامي آمن مطمئن تحوطه أواصر الطمأنينة وتظله أغصان السكينة، فكان الأمن والأمان من أهم الاسس والدعائم التي نادى بها الإسلام منذ أمد بعيد، ومن أجل تثبيت أركان الأمن والأمان داخل المجتمع المسلم نجد أن الإسلام وجه دعوة صريحة إلى النهي القاطع عن ترويع وإفزاع المسلم لأخيه المسلم فعن عبدالرحمن بن أبي ليلى قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (1): "لا يحل لمسلم أن يروع مسلما" وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لا يشير أحدكم إلى أخيه بالسلاح فإنه لا يدري لعل الشيطان ينزغ في يده فيقع في حفرة من النار".
وتأكيداً على حرمة أمن المسلم نجد أن الإسلام يرفض حتى مجرد تخويف الأخ لأخيه فيقول صلى الله عليه وسلم "من أشار إلى أخيه بحديدة فإن الملائكة تلعنه حتى يدعها وإن كان لأبيه وأمه"(3) كما نهى الإسلام حتى عن مجرد إفزاع المسلم للمسلم بالنظرة المرعبة التي يمكن أن يتسلل عن طريقها الخوف والفزع إلى قلبه فعن عبدالله بن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من نظر إلى مسلم نظرة يخيفه فيها بغير حق أخافه الله يوم القيامة" (4) ويذهب الإسلام الحنيف في حرمة ترويع المسلم لأخيه المسلم إلى أبعد من ذلك بكثير عن طريق التحذير من إخافة وإفزاع المسلم لمجرد الدعابة والمزاح البريء، فنجد في هذا الصدد عددا موفورا من الأحاديث النبوية الشريفة التي تنهى عن إفزاع المسلم من قبيل الدعابة والملاطفة فعن عبدالله بن السائب بن يزيد عن أبيه عن جده أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "لا يأخذن أحدكم متاع أخيه لاعبا ولا جادا"(5).
وعن عامر بن ربيعة أن رجلا أخذ نعل رجل فغيبها وهو يمزح، فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم "لا تروعوا المسلم فإن روعة المسلم ظلم عظيم".
وعن أبي الحسن قال "كنا جلوسا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقام رجل فقال: نعلي، فقال القوم: ما رأيناهما، فقال: هو ذه، فقال صلى الله عليه وسلم: فكيف يروعه المؤمن؟ مرتين أو ثلاثا" (7).
إدخال السرور إلى قلب المسلم:
وكما هدف الإسلام إلى خلق المجتمع المسلم الآمن المطمئن بالنهي عن ترويع وتخويف المسلم حتى لمجرد الدعابة فقد هدف أيضا إلى أن يكون هذا المجتمع متحاباً متآلفاً يعاضد بعضه بعضا. ولا يتأتى تحقيق هذا الهدف النبيل إلا بطريق سعي كل مسلم إلى إدخال السرور والبهجة والفرحة إلى قلب أخيه المسلم فقد جعل ديننا الإسلامي إدخال السرور إلى قلب المسلم من أحب الأعمال إلى الله تعالى بعد الفرائض فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "إن أحب الأعمال إلى الله تعالى بعد الفرائض إدخال السرور إلى المسلم" (Cool كما جعل الإسلام إدخال السرور إلى قلب المسلم من الأعمال الصالحة التي يغفر بها الخالق عز وجل الذنوب فقد روي عن الحسن بن علي، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال "إن من موجبات المغفرة إدخالك السرور على أخيك المسلم" (9).
كما وعد ديننا الإسلامي المسلم الذي يسعى في إدخال البهجة والسرور إلى قلب أخيه المسلم بالجنة فعن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من أدخل على أهل بيت من المسلمين سرورا لم يرض الله له ثوابا دون الجنة"(10) ويكون إدخال السرور إلى قلب المسلم إما ماديا بكسوة عورته وإشباع جوعته والمشي في قضاء حاجته فعن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما أن رجلا جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله أي الناس أحب إلى الله؟ فقال "أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس وأحب الأعمال إلى الله عز وجل سرور تدخله على مسلم تكشف عنه كربه أو تقضي عنه دينا، أو تطرد عنه جوعا، ولأن أمشي مع أخ في حاجة أحب إلى من أن أعتكف في هذا المسجد (11) شهرا ومن كظم غيظه ولو شاء أن يمضيه أمضاه ملأ الله قلبه يوم القيامة رضى، ومن مشى مع أخيه في حاجة حتى يقضيها له، ثبت الله قدميه يوم تزول الاقدام"(12) أو معنويا بالكلمة الطيبة والمقابلة الحسنة التي تدخل الفرحة إلى القلب والبهجة إلى النفس فإدخال السرور معنويا إلى قلب المسلم لا يقل قيمة وأهمية عن إدخال السرور المادي إلى نفسه لأنه يخلق أيضا التحاب والتآلف ويقوي من وشائج المودة والرحمة بين المسلمين فعن أبي ذر قال قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم "لا تحقرن من المعروف شيئا ولو أن تلقى أخاك بوجه طليق"(13).
أخيرا:
وفي النهاية نقول إن أمن الناس وأمانهم وطمأنينتهم وراحتهم وسعادتهم من أهم الاسس والمبادئ التي أمر ونادى بها الإسلام منذ قرون طويلة، فلا خوف ولا جزع ولارعب في الإسلام بل رحمة ورأفة وتعاون وتحاب وتألف على البر والتقوى من أجل خلق الشخصية الاسلامية المتوازنة البعيدة عن كل تعصب أحمق وفكر منحرف يضر بأمن الأمة المسلمة ويدفع بها إلى طريق الشقاق والخلاف والتناحر فيما بينها ليخدم في النهاية أعداء الأمة. وصدق رب العزة جل سبحانه إذ يقول في محكم كتابه الكريم "كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر" (آل عمران



_________________


النهي عن ترويع المسلم لاخيه المسلم Twqi3ma133ul0
عاشق زيدان
عاشق زيدان
عاشق برونزى
عاشق برونزى

المساهمات : 350
تاريخ التسجيل : 14/07/2009
العمر : 32

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى